(الإعجاب) سلسلة لهــــــــا
عرض المقال
| (الإعجاب) سلسلة لهــــــــا 2469 زائر 12/04/2007 غير معروف الشيخ على ياسين | (الإعجاب) أختاه تأملي معي هذه الرسالة( يا حبيبتي يا أحلى اسم نطقه لساني منذ ولادتي ، يا أجمل ما رأت عيناي منذ أن أبصرت النور ، ويا أحلى رمز كتبته مع رمز اسمي ، أقول لك ، إني أحبك حتى الموت ، فإذا كان لي قلب فنبضه هو أنت00) إلى آخر تلك الرسالة التي أحرجت كلماتها مشاعر المحبين ، و احتارت في عبارتها عقول العاشقين 0 أختاه إن هذه الرسالة التي تحكي الحب و الغرام ، والعشق والهيام ، ليست من رجل إلى زوجته0 إنها من فتاة إلى فتاة مثلها ، فتاة تملكها الإعجاب المفرط ، والحب المحرم والعشق الشاذ المنبوذ ، إنه انتكاس للفطر السوية ، و تصادم مع الشريعة الربانية0 البداية كانت إعجاب ، إعجاب بالشكل أو الهندام ، أو البسمة أو طريقة الكلام ، أو بالنظرات ، أو اللفتات ، ثم يتطور ذلك الإعجاب إلى الحب ، ثم التعلق الشديد ثم العشق القاتل ، وربما آخر المطاف الشذوذ والعياذ بالله0 تقول إحدى العاشقات ( أحبك لأنك تمتلكين جمالا رائعا في نظري ولا أخفيك احتفظ بخصلة من شعرك وقلم من أقلامك فأنت الجميلة الناعمة الطيبة المرحة فكثيرا ما أفكر فيك00) إلى آخر تلك الرسالة 0 أختاه أين الخوف من الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، أين مراقبة الإله الذي ينظر إليك وأنت تخطين ببنانك تلك الكلمات الفاتنة ، والعبارات الماجنة ، الله جل جلاله يعلم ما يدور في خواطرنا من خطرات شيطانية ، و وساوس إبليسية (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) ألا تخشى تلك الفتاة من غضب الواحد القهار ، العظيم الجبار ، الذي يرى منها تلك الانتكاسات ، ومطلع على قبيح فعلها والمنكرات (( ألم يعلم بأن الله يرى )) ، مالنا جعلنا الله أهون الناظرين إلينا ، أفي شك نحن من قدرته علينا ، إن شككنا فقد كفرنا ، وإن أقررنا فما هذه أفعال المقرين بجبروته وقهره وعظمته0 أختاه إن هذه العشق المنبوذ ، والحب المرفوض ، مرض خطير ، وداء فتاك ، يفسد على الفتاة قلبها وبدنها ، ودنياها وآخرتها ، فكم من سائرة في تلك المسالك ، كانت خاتمتها في المتالف والمهالك 0 قال ابن القيم رحمه الله : إن الإفراط في المحبة بحيث يستولي على القلب من العشق حتى لا يخلو من تخيله وذكره والتفكير فيه بحيث لا يغيب عن خاطره وذهنه ، فعند ذلك تشتغل النفس بالخواطر النفسانية فتتعطل تلك القوى ، فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يعجز البشر عن إصلاحه0 وقال أيضا رحمه الله عن العشق ( هذا داء أعي الأطباء داوؤه ، وعز عليهم شفاؤه ، وهو لعمر الله الداء العضال ، والسم القتال)0 أختاه من ( أحب شيئا غير الله عذب به) ، أختاه ألا نستحي من الله ، أن يكون في قلوبنا شيء أعظم منه ، وتعلق بغيره سبحانه ، وحب للمخلوق أشد من حبنا له (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله )) أختاه والذين آمنوا أشد حبا لله ، وأنت مؤمنة ، فلا يكون في قلبك من هو أعظم قدرا وحبا و تعظيما منه جل وعلا0 وإن كان في النفس شيء من العواطف البشرية ، والشهوات الفطرية ، فلها مصارف شرعية ، شرعها الله جل جلاله لعباده ألا وهو الزواج ، الزواج بذلك الحبيب الذي والله إنك لتأجرين على حبك له ، وقربك إليه ، ودنوك منه ، بل إنه والله الأجر والثواب ، على قضاء الوطر مع الأزواج الأحباب0 فحافظي على قلبك ، وانتبهي لمشاعرك ، واحرصي على عواطفك حتى يأتي اليوم الذي تصرفينها في طاعة الله ، ولمن هو أهل لها0 فاستمسكي بعرى الإيمان و ارتفعي بالنفس عن حمأة الفجار واجتنبي صوني حياءك صوني العرض لا تهن وصابري واصبري لله واحتسبي | | |
|